| 0 التعليقات ]

طلبه للعلم:

اشتغل ابن قيم الجوزية - رحمه الله- بتحصيل العلم وهو في سن السابعة من عمره، ودليل ذلك المقارنة بين تاريخ ولادته سنة ٦٩١ هـ، وتاريخ وفاة أحد شيوخه الذين أخذ عنهم، وهو الشهاب العابر المتوفى سنة ٦٩٧ هـ .

ومن العوامل المؤثرة على تحصيله العلمي:

١- أسرته :

لقد نشأ ابن قيم الجوزية - رحمه الله- في أسرة تضم علماء أفذاذًا –كما تبين فيما سبق- فهي بحق ذات علم ودين، هيأته للنبوغ .

٢- موطنه دمشق :

نشأ ابن قيم الجوزية - رحمه الله- في دمشق، التي كان لها الأثر الكبير في احتضان عالمنا - رحمه الله- ونبوغه، فقد توافرت فيها مراكز الإشعاع الفكري، متمثلة في المساجد، والزوايا، والمدارس، وغيرها، وكذلك كانت تعج بفحول العلماء، الذين يحملون مكتباتهم في صدورهم، فالعالم أمام الطالب كالروضة الغناء يقطف منها ما تشتهي نفسه من كل ثمره، ويشم كل رائحة عطره.

٣- قدراته الشخصية:

لقد شهدت كتب التراجم له بالفضل والتقدم وخدمة العلم والورع والرغبة الصادقة في الطلب، والجد، والجلد العظيم في البحث والنظر، والحرية في التلقي عن شيوخ الحنابلة وغيرهم، والتفاني في سبيل العلم، كما أن ذكاءه وموهبته العقلية وحضور مجالس العلماء منذ صغره كان له الأثر في نبوغه وغزارة علمه، وليس أدل على ذلك إلا عمره القصير الذي استطاع فيه أن يجعل من نفسه عالمًا ينتفع الناس بعلمه.

٤- علاقته بشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- :

قال ابن حجر عن الإمام بن القيم: "وكان جريء الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك. وهو الذي هذب كتبه، ونشر علمه".
فلقد كان لابن تيمية - رحمه الله- يدًا في تحديد مسار ابن قيم الجوزية - رحمه الله- في طلبه للعلم وتوجيهه إلى المذهب الحنبلي ،ومما يدل على ذلك إقراره هو بنفسه أنه قد وقع في بعض المهالك، كتأويل الصفات، حتى أتاح الله له من أزال عنه تلك الأوهام، وأخذ بيده إلى الطريق السوي، فقد ذكر بنونيته بعض ما يقوله الأشاعرة وغيرهم في الصفات من التأويلات، ثم عقب ذلك بإعلانه أنه وقع في ذلك لولا أن هيأ الله له شيخ الإسلام، فأخذ بيده إلى طريق السلامة، حيث قال:
يا قوم والله العظيم نصيحة          من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في           تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله           من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا      أهلا بمن قد جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله          من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم      حتى أراني مطلع الإيمان

٥- رحلاته :


على الرغم من وجود مقومات التعليم في دمشق؛ حيث زخرت بأنواع العلوم والمعارف، وكانت موئ ً لا للعلماء ومحط رحالهم، وإليها يصبو الطلاب ويأتي الناهلون؛فإن من ينعم النظر في مصنفات ابن قيم الجوزية - رحمه الله- يلحظ بعض الإشارات التي تفيد أنه ارتحل إلى بعض مراكز العلم في العالم الإسلامي؛ مما كان له الأثر في تكوينه العلمي وإثراء تجربته.
ومن ذلك قول ابن قيم الجوزية - رحمه الله-: "وقد جرت لي مناظرة، بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة...".
وذكر في إغاثة اللهفان، في معرض كلامه على طب البدن والقلب ما نصه:وذاكرت مرة بعض رؤساء الطب بمصر بهذا، فقال: والله لو سافرت إلى المغرب في معرفة هذه الفائدة لكان سفرًا قلي ً لا، أو كما قال.
ويذكر لنا أخص تلاميذ الإمام ابن قيم الجوزية (ابن رجب) أنه حج مرات كثيرة، وجاور بمكة.
وذكر لنا ابن القيم في بدائع الفوائد في معرض حديثه عن أمر القبلة قوله: وأما السامرة فإنهم يصلون إلى طور لهم بأرض الشام، يعظمونه ويحجون إليه، ورأيته أنا وهو . ( في نابلس، وناظرت فضلاءهم في استقباله، وقلت هو قبلة باطلة مبتدعة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المناظرة عند ابن القيم- فوزية بنت فهد المسند

0 التعليقات

إرسال تعليق