| 1 التعليقات ]

قال بعض الفضلاء بيتا من الشعر يشتمل على أربعين ألف وثلاث مائة وعشرين بيتا من الشعر وهو لزين الدين المقري:
لقلبي حبيب مليح ظريف ... بديع جميل رشيق لطيف
وبيان ذلك أن هذا البيت ثمانية أجزاء يمكن أن ينطق بكل جزء من أجزائه مع الجزء الآخر فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات فالجزءان الأولان لقلبي حبيب يتصور منهما صورتان بالتقديم والتأخير، ثم خذ الجزء الثالث فيحدث منه مع الأولين ست صور لأن له ثلاثة أحوال تقديمه عليهما وتأخيره وتوسطه ولهما حالان فاضرب أحواله في الحالين يكن ستة، ثم خذ الجزء الرابع وله أربعة أحوال فاضربها في الصور المتقدمة وهي الستة التي لما قبله تكن أربعة وعشرين، ثم خذ الخامس تجد له خمسة أحوال فاضربها في الصور المتقدمة وهي أربعة وعشرون تكن مائة وعشرين، ثم خذ السادس تجد له ستة أحوال فاضربها في مائة وعشرين تكن سبع مائة وعشرين، ثم خذ السابع تجد له سبعة أحوال فاضربها في سبع مائة وعشرين تكن خمسة آلاف وأربعين، ثم خذ الثامن تجد أحواله ثمانية فاضربها في خمسة آلاف وأربعين تكن أربعين ألفا وثلاث مائة وعشرين بيتا فامتحنها تجدها كذلك ومثله لي قلته في القدس:
محب صبور غريب فقير ... وحيد ضعيف كتوم حمول


بدائع الفوائد – المجلد الثالث
...تابع القراءة

| 3 التعليقات ]

صفات طَالب النّفُوذ إِلَى الله وَالدَّار الْآخِرَة | موقع الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله

طَالب النّفُوذ إِلَى الله وَالدَّار الْآخِرَة بل وَإِلَى كل علم وصناعة ورئاسة بِحَيْثُ يكون رَأْسا فِي ذَلِك مقتدى بِهِ فِيهِ يحْتَاج أَن يكون شجاعا مقداما حَاكما على وهمه غير مقهور تَحت سُلْطَان تخيّله زاهدا فِي كل مَا سوى مَطْلُوبه عَاشِقًا لما توجه إِلَيْهِ عَارِفًا بطرِيق الْوُصُول إِلَيْهِ والطرق القواطع عَنهُ مِقْدَام الهمة ثَابت الجأش لَا يثنيه عَن مَطْلُوبه لوم لأثم وَلَا عذل عاذل كثير السّكُون دَائِم الْفِكر غير مائل مَعَ لَذَّة الْمَدْح وَلَا ألم الذَّم قَائِما بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَسبَاب معونته لَا تستفزه المعارضات شعاره الصَّبْر وراحته التَّعَب محبا لمكارم الْأَخْلَاق حَافِظًا لوقته لَا يخالط النَّاس إِلَّا على حذر كالطائر الَّذِي يلتقط الْحبّ بَينهم قَائِما على نَفسه بالرغبة والرهبة طامعا فِي نتائج الِاخْتِصَاص على بني جنسه غير مُرْسل شَيْئا من حواسه عَبَثا وَلَا مسرحا خواطره فِي مَرَاتِب الْكَوْن وملاك ذَلِك هجر العوائد وَقطع العلائق الحائلة بَيْنك وَبَين الْمَطْلُوب وَعند الْعَوام أَن لُزُوم الْأَدَب مَعَ الْحجاب خير من إطراح الْأَدَب مَعَ الْكَشْف.
...تابع القراءة

| 3 التعليقات ]

وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَمَّى نَفْسَهُ نُورًا، وَجَعَلَ كِتَابَهُ نُورًا، وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُورًا، وَدِينَهُ نُورًا، وَاحْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ بِالنُّورِ، وَجَعَلَ دَارَ أَوْلِيَائِهِ نُورًا تَتَلَأْلَأُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النور: 35] وَقَدْ فُسِّرَ: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. .) [النور: 35] الْآيَةَ بِكَوْنِهِ: مُنَوِّرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَهَادِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَبِنُورِهِ اهْتَدَى أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِعْلُهُ، وَإِلَّا فَالنُّورُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَوْصَافِهِ، قَائِمٌ بِهِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ لَهُ اسْمُ النُّورُ الَّذِي هُوَ أَحَدُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى.

وَالنُّورُ يُضَافُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ عَلَى أَحَدِ وَجْهَيْنِ: إِضَافَةُ صِفَةٍ إِلَى مَوْصُوفِهَا، وَإِضَافَةُ مَفْعُولٍ إِلَى فَاعِلِهِ. فَالْأَوَّلُ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا. .) [الزمر: 69] الْآيَةَ فَهَذَا إِشْرَاقُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنُورِهِ تَعَالَى إِذَا جَاءَ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ الْمَشْهُورِ:

(أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تُضِلَّنِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) . وَفِي الْأَثَرِ الْآخَرِ: ( أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ) فَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الظُّلُمَاتِ أَشْرَقَتْ لِنُورِ وَجْهِهِ، كَمَا أَخْبَرَ تَعَالَى: أَنَّ الْأَرْضَ تُشْرِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنُورِهِ.

وَفِي مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ وَالسُّنَّةِ لَهُ، وَكِتَابِ عُثْمَانَ الدَّارِمِيِّ، وَغَيْرِهَا، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ( لَيْسَ عِنْدَ رَبِّكُمْ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ، نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ ) ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْرَبُ إِلَى تَفْسِيرِ الْآيَةِ مِنْ قَوْلِ مَنْ فَسَّرَهَا بِأَنَّهُ هَادِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، " وَأَمَّا مَنْ فَسَّرَهَا بِأَنَّهُ مُنَوِّرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " فَلَا تَنَافِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْحَقُّ أَنَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِهَذِهِ الِاعْتِبَارَاتِ كُلِّهَا وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ " كَلِمَاتٍ " فَقَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ " عَمَلِ " النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ " عَمَلِ " اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ) . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: (نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ) فَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ يَقُولُ: مَعْنَاهُ كَانَ ثَمَّ نُورٌ، أَوْ حَالَ دُونَ رُؤْيَتِهِ نُورٌ فَأَنَّى أَرَاهُ. قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِ الصَّحِيحِ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ نُورًا ، وَقَدْ أُعْضِلَ أَمْرُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى صَحَّفَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: نُورَانِيٌّ أَرَاهُ ، عَلَى أَنَّهَا يَاءُ النَّسَبِ، وَالْكَلِمَةُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ وَهَذَا خَطَّأٌ لَفْظًا وَمَعْنَى، وَإِنَّمَا أَوْجَبَ لَهُمْ هَذَا الْإِشْكَالَ وَالْخَطَأَ أَنَّهُمْ لَمَّا اعْتَقَدُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ وَكَانَ قَوْلُهُ: أَنَّى أَرَاهُ ، كَالْإِنْكَارِ لِلرُّؤْيَةِ حَارُوا فِي الْحَدِيثِ وَرَدَّهُ بَعْضُهُمْ بِاضْطِرَابِ لَفْظِهِ وَكُلُّ هَذَا عُدُولٌ عَنْ مُوجَبِ الدَّلِيلِ.

وَقَدْ حَكَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، فِي كِتَابِ " الرَّدِّ " لَهُ، إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَرَ رَبَّهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، وَبَعْضُهُمُ اسْتَثْنَى ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ ذَلِكَ، وَشَيْخُنَا يَقُولُ: لَيْسَ ذَلِكَ بِخِلَافٍ فِي الْحَقِيقَةِ. فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمْ يَقُلْ: رَآهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ، وَعَلَيْهِ اعْتَمَدَ أَحْمَدُ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ حَيْثُ قَالَ: " أَنَّهُ رَآهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَقُلْ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ وَلَفْظُ أَحْمَدَ كَلَفْظِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَهُ شَيْخُنَا فِي " مَعْنَى " حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: حِجَابُهُ النُّورُ. فَهَذَا النُّورُ هُوَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - النُّورُ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " :رَأَيْتُ نُورًا .

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ. .) [النور: 35] الْآيَةَ هَذَا مَثَلٌ لِنُورِهِ فِي قَلْبِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، كَمَا قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُهُ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الضَّمِيرِ فِي نُورِهِ، فَقِيلَ: هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: تَفْسِيرُهُ الْمُؤْمِنُ، أَيْ: مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمَعْنَى: مَثَلُ نُورِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَلْبِ عَبْدِهِ، وَأَعْظَمُ عِبَادِهِ نَصِيبًا مِنْ هَذَا النُّورِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا مَعَ مَا تَضَمَّنَهُ عَوْدُ الضَّمِيرِ إِلَى الْمَذْكُورِ، وَهُوَ وَجْهُ الْكَلَامِ يَتَضَمَّنُ التَّقَادِيرَ الثَّلَاثَةَ، وَهُوَ أَتَمُّ مَعْنًى وَلَفْظًا.

وَهَذَا النُّورُ يُضَافُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِذْ هُوَ مُعْطِيهِ لِعَبْدِهِ وَوَاهِبُهُ إِيَّاهُ، وَيُضَافُ إِلَى الْعَبْدِ إِذْ هُوَ مَحَلُّهُ وَقَابِلُهُ، فَيُضَافُ إِلَى الْفَاعِلِ وَالْقَابِلِ، وَلِهَذَا النُّورِ فَاعِلٌ وَقَابِلٌ، وَمَحَلٌّ وَحَامِلٌ، وَمَادَّةٌ، وَقَدْ تَضَمَّنَتِ الْآيَةُ ذِكْرَ هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا عَلَى وَجْهِ التَّفْصِيلِ.

فَالْفَاعِلُ: هُوَ اللَّهُ تَعَالَى مُفِيضُ الْأَنْوَارِ الْهَادِي لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ، وَالْقَابِلُ: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ، وَالْمَحَلُّ قَلْبُهُ، وَالْحَامِلُ: هِمَّتُهُ وَعَزِيمَتُهُ وَإِرَادَتُهُ، وَالْمَادَّةُ: قَوْلُهُ وَعَمَلُهُ، وَهَذَا التَّشْبِيهُ الْعَجِيبُ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ الْآيَةُ فِيهِ مِنَ الْأَسْرَارِ وَالْمَعَانِي وَإِظْهَارِ تَمَامِ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ بِمَا أَنَالَهُ مِنْ نُورِهِ مَا تَقَرَّ بِهِ عُيُونُ أَهْلِهِ وَتَبْتَهِجُ بِهِ قُلُوبُهُمْ.

وَفِي هَذَا التَّشْبِيهِ لِأَهْلِ الْمَعَانِي طَرِيقَتَانِ: أَحَدُهُمَا: طَرِيقَةُ التَّشْبِيهِ الْمُرَكَّبِ وَهِيَ أَقْرَبُ مَأْخَذًا وَأَسْلَمُ مِنَ التَّكَلُّفِ، وَهِيَ أَنْ تُشَبَّهَ الْجُمْلَةُ بِرُمَّتِهَا بِنُورِ الْمُؤْمِنِ مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِتَفْصِيلِ كُلِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ الْمُشَبَّهِ وَمُقَابَلَتِهِ بِجُزْءٍ مِنَ الْمُشَبَّهِ بِهِ وَعَلَى هَذَا عَامَّةُ أَمْثَالِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ.

فَتَأَمَّلْ صِفَةَ مِشْكَاةٍ، وَهِيَ كُوَّةٌ لَا تَنْفَذُ لِتَكُونَ أَجْمَعَ لِلضَّوْءِ قَدْ وُضِعَ فِيهَا مِصْبَاحٌ وَذَلِكَ الْمِصْبَاحُ دَاخِلَ زُجَاجَةٍ تُشْبِهُ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي صَفَائِهَا وَحُسْنِهَا، وَمَادَّتُهُ مِنْ أَصْفَى الْأَدْهَانُ وَأَتَمِّهَا وَقُودًا مِنْ زَيْتِ شَجَرَةٍ فِي وَسَطِ الْقَرَاحِ، لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ، بِحَيْثُ تُصِيبُهَا الشَّمْسُ فِي أَحَدِ طَرَفَيِ النَّهَارِ بَلْ هِيَ فِي وَسَطِ الْقَرَاحِ مَحْمِيَّةٌ بِأَطْرَافِهِ، تُصِيبُهَا الشَّمْسُ أَعْدَلَ إِصَابَةٍ وَالْآفَاتُ إِلَى الْأَطْرَافِ دُونَهَا، فَمِنْ شِدَّةِ إِضَاءَةِ زَيْتِهَا وَصَفَائِهِ وَحُسْنِهِ يَكَادُ يُضِيءُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَمَسَّهُ نَارٌ، فَهَذَا الْمَجْمُوعُ الْمُرَكَّبُ هُوَ مَثَلُ نُورِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي وَضَعَهُ فِي قَلْبِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَخَصَّهُ بِهِ.

وَالطَّرِيقَةُ الثَّانِيَةُ: طَرِيقَةُ التَّشْبِيهِ الْمُفَصَّلِ، فَقِيلَ: الْمِشْكَاةُ صَدْرُ الْمُؤْمِنِ وَالزُّجَاجَةُ قَلْبُهُ، وَشَبَّهَ قَلْبَهُ بِالزُّجَاجَةِ لِرِقَّتِهَا وَصَفَائِهَا وَصَلَابَتِهَا، وَكَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ قَدْ جَمَعَ الْأَوْصَافَ الثَّلَاثَةَ فَهُوَ يَرْحَمُ وَيُحْسِنُ وَيَتَحَنَّنُ وَيُشْفِقُ عَلَى الْخَلْقِ بِرِقَّتِهِ.

وَبِصَفَائِهِ تَتَجَلَّى فِيهِ صُوَرُ الْحَقَائِقِ وَالْعُلُومِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَيُبَاعَدُ الْكَدَرُ وَالدَّرَنُ وَالْوَسَخُ بِحَسَبَ مَا فِيهِ مِنَ الصَّفَاءِ، وَبِصَلَابَتِهِ يَشْتَدُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَتَصَلَّبُ فِي ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَيَغْلُظُ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَيَقُومُ بِالْحَقِّ لِلَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُلُوبَ كَالْآنِيَةِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: الْقُلُوبُ آنِيَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَأَحَبُّهَا إِلَيْهِ أَرَقُّهَا وَأَصْلَبُهَا وَأَصْفَاهَا.

وَالْمِصْبَاحُ هُوَ نُورُ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ وَالشَّجَرَةُ الْمُبَارَكَةُ هِيَ شَجَرَةُ الْوَحْيِ الْمُتَضَمِّنَةُ لِلْهُدَى، وَدِينُ الْحَقِّ وَهِيَ مَادَّةُ الْمِصْبَاحِ الَّتِي يَتَّقِدُ مِنْهَا، وَالنُّورُ عَلَى النُّورِ: نُورُ الْفِطْرَةِ الصَّحِيحَةِ وَالْإِدْرَاكِ الصَّحِيحِ، وَنُورُ الْوَحْيِ وَالْكِتَابِ، فَيَنْضَافُ أَحَدُ النُّورَيْنِ إِلَى الْآخَرِ فَيَزْدَادُ الْعَبْدُ نُورًا عَلَى نُورٍ، وَلِهَذَا يَكَادُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَالْحِكْمَةِ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ " مَا " فِيهِ بِالْأَثَرِ ثُمَّ يَبْلُغُهُ الْأَثَرُ بِمِثْلِ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِهِ وَنَطَقَ بِهِ فَيَتَّفِقُ عِنْدَهُ شَاهِدُ الْعَقْلِ وَالشَّرْعِ وَالْفِطْرَةُ وَالْوَحْيُ فَيُرِيَهُ عَقْلُهُ وَفِطْرَتُهُ وَذَوْقُهُ " أَنَّ " الَّذِي جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْحَقُّ لَا يَتَعَارَضُ عِنْدَهُ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ الْبَتَّةَ بَلْ يَتَصَادَقَانِ وَيَتَوَافَقَانِ فَهَذَا عَلَامَةُ النُّورِ عَلَى النُّورِ، عَكْسُ مَنْ تَلَاطَمَتْ فِي قَلْبِهِ " أَمْوَاجُ " الشُّبَهِ الْبَاطِلَةِ، وَالْخَيَالَاتِ الْفَاسِدَةِ مِنَ الظُّنُونِ الْجَهْلِيَّاتِ الَّتِي يُسَمِّيهَا أَهْلُهَا الْقَوَاطِعَ الْعَقْلِيَّاتِ، فَهِيَ فِي صَدْرِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 40] فَانْظُرْ كَيْفَ تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ طَرَائِفَ بَنِي آدَمَ كُلِّهِمْ أَتَمَّ انْتِظَامٍ، وَاشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَكْمَلَ اشْتِمَالٍ.


اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية – المجلد الثاني

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وعلى آله وصحبه ؛ وبعد:
اعتنى العلماء والباحثون بتراث الإمام ابن القيم رحمه الله فألفوا فيه التصانيف النافعة من مختصرات وشروحَ وتعليقات،ودراسةٍ لحياته وآثاره وفكره ومنهجه في التأليف؛وفيما يلي جمع لأبرز هذه الجهود



القرآن وعلومه




العقيدة
  • الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم تحقيق ودراسة – من قوله : فصل في تترية أهل الحديث…إلى قوله: فصل في السيرإلى الله. عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل
  • الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم تحقيق ودراسة –القسم الأول من بداية الكتاب إلى قول المؤلف: فصل في الإشارة إلى الطرق النقلية. محمد بن عبد الرحمن العريفي
  • الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم تحقيق ودراسة –القسم الرابع من قول المؤلف: ( فصل في السير إلى الله إلى آخر القصيدة-0 فهد بن علي المساعد
  • منهج ابن القيم في تقرير التوحيد، آمال بنت عبد العزيز بن محمد العمرو، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
  • توضيح المقاصد وتصحيح القواعد شرح نونية ابن القيم للعلامة أحمد بن إبراهيم بن حمد بن عيسى النجدي(رحمه الله) (1253-1329هـ) تحقيقاً و تعليقاً عبد العزيز بن إبراهيم الجبرين
  • كتاب الروح لابن القيم بسام بن علي العموش
  • كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيمعلي بن محمد الدخيل الله
  • كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم ت / علي بن محمد العجلان
  • كتاب شفاء العليل لابن القيم –من أول الكتاب إلى نهاية الباب العشرين- أحمد بن صالح الصمعاني
  • ابن القيم وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف، عبد الله محمد جار النبي، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
  • جهود ابن القيم في توضيح توحيد العبادة، عبدالله حاج علي منيب، رسالة دكتوراه، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
  • ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه وآراؤه في الفقه والعقائد والتصوف، عبد العظيم عبد السلام شرف الدين، رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة.
  • الألفاظ المجملة وموقف شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم منهما للشيخ عبد السميع بن الشيخ عبد الأول لنيل درجة  العالمية "الماجستير"
  • جهود الإمام ابن القيم في تقرير توحيد الأسماء والصفات لد /وليد محمد العلي..
  • ابن القيم وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف عبدالله محمد جار النبي، دكتوراة، أم القرى
  • منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى مشرف بن علي الحمراني الغامدي  ماجستير من جامعة أم القرى
  • جهود الإمامين ابن تيمية وابن قيم الجوزية في دحض مفتريات اليهود، سميرة عبدالله بناني، جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، رسالة ماجستير.
  • جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات تأليف:وليد بن محمد بن عبد الله العلي 3 مجلدات(دكتوراه)
  • أسماء الله الحسني و صفاته العليا من كتب ابن القيم " لعماد زكي البارودي
  • جهود الإمام ابن القيم في تقرير مسائل الإيمان للباحث هشام بن خليل الحوسني
  • منهج ابن القيم في تقرير مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل من خلال كتابه شفاء العليل. عايض بن سعد  الدوسري   19 /9 /1425 جامعة الملك سعود
  • منهج ابن القيم في مناقشة ظاهرة التعطيل في الفكر الإسلامي.أحمد عبدالعزيز محمد القصير    18 /12 /1414 جامعة الملك سعود
  • منهج ابن القيم في تقرير مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل من خلال كتابه شفاء العليل.عايض بن سعد  الدوسري    19 /9 /1425هـ؛جامعة الملك سعود
  • منهج الاستدلال عند الإمام ابن القيم في دراسة مسائل الاعتقاد.خالد عبدالعزيز محمد السيف2 /3 /1423هـ.جامعة الملك سعود
  • موقف شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم من الألفاظ المجملة المتعلقة بأبواب التوحيد والقضاء والقدر(الماجستير)للباحث : عبد السميع عبد الأول
  • جهود الإمام ابن القيم في تقرير مسائل الإيمان باليوم الآخر و الرد على المخالفين(دكتوراه)للباحث عبد الله بن عبد المحسن آل الشيخ
  • جهود ابن القيم في توضيح أركان الإيمان الثلاثة الملائكة الكتب الرسل للباحث:ذياب بن مدخل العلوي



فرق وأديان

  • كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم محمد الشيخ أحمد محمود الحاج
  • موقف الإمام ابن القيم من آراء المتكلمين محمد سعيد صباح
  • بيان موقف ابن القيم من بعض الفرق، عوّاد عبد الله المقنف، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض
  • جهود الإمامين ابن تيمية وابن القيم في دحض مفتريات اليهود، سميرة عبدالله بناني، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى بمكة المكرمة
  • جهود الإمام ابن قيم الجوزية فى نقد اللاهوت اليهودى والنصرانى للباحث:محمود محمود إبراهيم النجيرى
  • بيان موقف ابن القيم من بعض الفرق للباحث:عواد عبدالله المقنف، دكتوراة، جامعة الإمام
  • بيان موقف ابن القيم من الصوفية، جامعة الإمام، كلية أصول الدين، قسم العقيدة
  • موقف ابن القيم من التصوف،جامعة أم القرىكلية الدعوة واصول الدين،قسم العقيدة

طرق الدعوة
  • منهج ابن القيم في الدعوة إلى الله تعالى، أحمد بن عبد العزيز الخلف، رسالة دكتوراه، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
  • المناظرة عند ابن قيم الجوزية




الحديث وعلومه

  • ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها، جمال محمد السيد عبد الحميد، رسالة دكتوراه، الجامعة الإسلامية بالمدينة
  • الإمام ابن القيم وجهوده في الحديث، حسين محمد السيد، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين
  • إتحاف العباد بالأحاديث التي تكلم عليها ابن القيم في زاد المعاد تأليف خالد الأنصاري تقديم فضيلة الشيخ الدكتور حاتم العوني من إصدارات دار طويق
  • أجوبة ابن القيم عن مختلف الحديث في كتاب الحج.علي بن عبدالرحمن العويشز.25 /11 /1426هـ    جامعة الملك سعود
  • ابن قيم الجوزية (751ه‍) وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها جمال محمد السيد عبد الحميد/دكتوراه/الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة/الحديث الشريف -1411ه‍
  • ابن القيم ومنهجه في نقد السنة/عبد الفتاح صديق/ماجستير/جامعة محمد الخامس - الآداب - الرباط/الدراسات الإسلامية- 1995
  • مصطلح الحديث عند الإمام ابن القيم/عبد الرحمن صالح عبد الله الصغير/ماجستير/جامعة الملك سعود/التربية - الثقافة الإسلامية- 1417ه‍
  • ابن قيم الجوزية (751هـ) وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها/جمال محمد السيد عبد الحميد/دكتوراه/الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة/الحديث الشريف - السنة-1411ه
  • فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم: تخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها، من أول بيان الرسول أحكام الحياة والموت إلى نهاية فصل الجوار حديث لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره/حصة صالح العماري/ماجستير/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/أصول الدين - السنة وعلومها
  • فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم: تخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها، من أولها إلى نهاية فصل (في فتاويه وإرشاداته لبعض الأعمال)/ناصر بن إبراهيم العبودي/ماجستير/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/أصول الدين - السنة وعلومها- 1411ه‍ـ
  • فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم: تخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها، من أول فصل (فتاوى في أنواع البيوع) إلى نهاية(وذكر فصول من فتاويه صلى الله عليه وسلم في أبواب متفرقة)/لطيفة عبد الله الجلعود/ماجستير/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/أصول الدين - السنة وعلومها- 1412ه‍ـ
  • مصطلح الحديث عند الإمام ابن القيم/عبد الرحمن صالح عبد الله الصغير/ماجستير/جامعة الملك سعود/التربية- 1417ه‍ـ‍



الفقه وأصوله





القواعد الفقهية




السياسة الشرعية





الأسرة والمجتمع





الاقتصاد الإسلامي

  • الفكر الاقتصادي عند ابن القيم ( مج1 - مج2 ) ، (رسالة ماجستير ) راشد أحمد العليوي،جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1410=1990 .




الفتيا

  • منهج ابن القيم في الفتيا تأصيلات وتطبيقات، إبراهيم بن يحيى بن عبدالله الزهراني، جامعة أم القرى بمكة المكرمة
  • فتاوى إمام المفتين صلى الله عليه وسلم من كتاب أعلام الموقعين تخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها من قوله (وقال صلى الله عليه وسلم :أتدرون ما الغيبة ؟ إلى نهاية الكتاب.فهد بن إبراهيم الشمسان،رسالة ماجستير،جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين



التربية والسلوك وتهذيب النفس

  • كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا- من أول قوله : والذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر إلى نهاية قول المؤلف: فصل قال صاحب المنازل الدرجة الثالثةت / علي بن عبد الرحمن القرعاوي
  • كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا- من أول الكتاب إلى نهاية قول المؤلف: فصل مبدأ التوبة ومنتهاها ت / ناصر بن سليمان السعوي
  • كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا- من قول المؤلف :( منزلة الذكر إلى نهاية قوله: باب التمكن0 ت / خالد بن عبد العزيز الغنيم
  • كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا-من أول قول المؤلف :فصل منزلة الاستقامة إلى نهاية قوله:فصل منزلة الأنس بالله تعالى0 ت / صالح بن عبد العزيز التويجري
  • كتاب مدارج السالكين لابن القيم-دراسة وتحقيقا-من باب المكاشفة إلى آخر الكتاب0 ت / محمد بن عبد الله الخضير
  • ابن قيم الجوزية من أعلام التربية في تاريخ الإسلام
  • أعمال القلوب عند الإمام ابن القيم _ جمع ودراسة.    وفاء بنت زيد العزيري  1/ 5 /1425هـ؛جامعة الملك سعود
  • الأخلاق عند مسكويه وابن القيم - دراسة مقارنة،عبد الله بن محمد العمرو،دكتوراه،16 /9 /1415هـ؛جامعة الإمام محمد بن سعود
  • الداء والدواء المعروف بـ(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) لابن قيم الجوزية (ت751)، القسم الأول ، دراسة وتحقيق.    فتحية بنت علي القحطاني 1426
  • الداء والدواء المعروف بـ(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي )، لابن القيم ، القسم الثاني ، دراسة وتحقيق .    أمل بنت صالح المبدل.1426 جامعة الملك سعود
  • التصوف عند ابن القيم، سعاد علي عبدالرزاق، رسالة دكتوراه، جامعة عين شمس بمصر
  • أعمال القلوب عند الامام ابن القيم : جمع و دراسة / اعداد وفاء بنت زيد العزيزي
  • آراء ابن القيم التربوية، علي حسن الحجاجي، جامعة الإمام، كلية العلوم الاجتماعية، قسم التربية، دكتوراة
  • التربية الجسمية في الإسلام مع التركيز على كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية، سمية عوض علي أبو إسحاق، جامعة أم القرى بمكة، كلية التربية، قسم التربية، 1408هـ، ماجستير
  • الفكر التربوي عند ابن القيم، حسن علي حسن الحجاري، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية العلوم الاجتماعية، قسم التربية وعلم النفس، 1407هـ، دكتوراة
  • المجموع القيم من كلام ابن القيم في الدعوة والتربية وأعمال القلوب،منصور بن محمد المقرن



السيرة النبوية والتاريخ

  • ابن قيم الجوزية منهجه ومروياته التاريخية في السيرة النبوية الشريفة، ياس خضير الحداد



اللغة وعلومها

  • ابن القيم وحسّه البلاغي في تفسير القرآن، د. عبد الفتاح لاشين
  • ابن قيم الجوزية جهوده في الدرس اللغوي، د. طاهر سليمان حموده
  • النحو عند ابن قيم الجوزيه /عبدالهادي محمد السقا - : ماجستير
  • معاني الادوات والحروف المنسوب لابن قيم الجوزيه : الجزء الاول : دراسه وتحقيق /اسماء محمد عساف العساف - : دكتوراه
  • ارشاد السالك الى حل الفيه ابن مالك لابن قيم الجوزيه /محمد بن عوض بن محمد السهلي - : دكتوراه
  • ابن القيم اللغوي لإبراهيم البقري من جامعة المنيا



حياته ومنهجه وآثاره





تحقيقات ومختصرات وشروح على مؤلفاته



الأدلة والفهارس

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

نُبْل أهدافه ونقاء آرائه

تَقَدَّمَ أن ابن القَيِّم - رحمه الله - كان قد عاش في بيئة يسودها كثير من الفساد الديني والأخلاقي، وتنتشر فيها عادات اجتماعية متردية، وتروجُ فيها أفكارٌ ونِحَلٌ منحرفةٌ مع انتسابها - زُوراً - للإسلام.
وشاء الله سبحانه وتعالى - وله الحمد - أن يشرح صدر ابن القَيِّم للمنهج الحق، وأن يريه الطريق المستقيم، وأن يُحَبِّبَ إلى قلبه التمسك بالكتاب والسنة دون سواهما.
وكان من توفيق الله - عزوجل - أن هيَّأ له أستاذاً فاضلاً، وعلماً شامخاً، وعالماً نِحْرِيراً مجاهداً، وهو: شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة رحمه الله، الذي كان سبقه إلى سلوك هذا السبيل، فكان له - بعد توفيق الله - خير القدوة، ونعم المرشد؛ فقد لازمه ابن القَيِّم - رحمه الله - منذ عودته من الديار المصرية إلى دمشق سنة (712هـ)، إلى أن توفي الشيخ -رحمه الله- في سنة (728هـ)1، حتى صار من أصحب الناس له، وألصقهم به ومن أخصِّ تلاميذه والْمُقَرِّبِين إليه، ولقد تَمَكَّنَت محبةُ الشيخ من قلب تلميذه ابن القَيِّم رحمه الله، فكان لا يفارقه أبداً، حتى إنه كان محبوساً معه في القلعة إلى أن مات الشيخ رحمه الله.

...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


1- مِحَنُهُ:

لقد عشنا مع ابن القَيِّم - رحمه الله - في بيئته التي نشأ وترعرع فيها، وعرفنا أحوال عصره ومجتمعه وما كان يسوده من سلبيات ومفاسد دينية أخلاقية، ورأينا كيف كان ابن القَيِّم- في ظل هذه الأوضاع السيئة- صاحب رسالة سامية، وأهداف نبيلة، ومبادئ إصلاحية يهدف من ورائها: إلى الرجوع بالناس إلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من التمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدع والخرافات والتقليد والتعصب.
لكن طريقه هذا الذي سار فيه لم يكن سهلاً ميسوراً، بل كان محفوفاً بالمشاقِّ، فنزلت به بسبب ذلك محن عديدة، وتعرَّض لإيذاء واضطهاد وفتن أثناء جهاده لنشر دعوته، وسعيه لإصلاح حال مجتمعه.
فلم يكن من السهل على هذا المجتمع الذي سيطرت عليه الأفكار الدخيلة، وسادته البدع المتوارثة، أن يستجيب لهذا المصلح المجاهد الذي بزغ نوره في هذا الظلام الحالك، وكيف يتم له ذلك ولهذه البدع حُرَّاسٌ وحماةٌ من أمراء البلاد وحُكَّامها، بل ومن بعض الْمُنْتَسِبين إلى العلم أنفسهم؟!

...تابع القراءة